(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
تابع قراءة موضوع أنت والميكروبات فى البيت .. أسرة واحدة
ترتبط الميكروبات فى أذهان الكثيرين- وخاصة الأمهات- بالخوف من المرض والرغبة فى حماية أفرادالأسرة منها والأطفال على وجه الخصوص، وكثير منا يصل حذره إلى درجة الوسواس القهرى فيفرطون فى تطهير كل شيء للقضاء على الميكروبات، ولكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن العلم قال كلمته أخيرا فأينما وجد الإنسان وجدت الميكروبات ولا مجال للهرب منها ففى بيتك تعيش حتما ليس فقط مع أفراد أسرتك لكنها تمثل غابتك الخاصة التى تحمل بصمتك!
حديث الساعة فى الأيام الماضية كان دراسة تحمل اسم «Home Microbime Study» والتى كانت مثار اهتمام إعلامى خاص الفترة الماضية حيث وضع العلماء النقاط على الأحرف فيما يتعلق بالميكروبات والبكتيريا التى تعيش مع الإنسان فى بيته وعلى جسده من حيث طبيعتها ومدى معقولية التخلص منها. وكانت النتائج مذهلة وأثارت جدلا واسعا وربما قلقا أكثر لدى هؤلاء الذين ترتفع لديهم درجة الخوف من تلك الكائنات، وتلخص نصف الدنيا التقرير فى خمس نقاط أساسية:
1- سكان البيت والميكروبات.. فى حاله تعايش
فى دراسة على سبع أسر أمريكية على مدار ستة أسابيع تبين أن كل منزل له بصمة ميكروبية تطابق ساكنيه وتحمل ملامح أسلوب حياتهم. هذه البصمة تتغير بسرعة إذا ما رحل قاطنو البيت وحل محلهم آخرون بمعنى آخر أينما تنتقل تنتقل معك بصمتك الميكروبية والتى تشبه الغابة من الكائنات تختلف تشكيلاتها باختلاف تركيبة الأسرة. وكلما زارك أشخاص أكثر وكلما كان المكان يرتاده عدد أكبر من الزائرين زاد عدد الميكروبات واتسعت درجة تنوعها. ومن الحقائق الثابتة مؤخرا أيضا أنه بالرغم من أن الإنسان تتعلق به ميكروبات الأشخاص والأماكن الأخرى التى يحتك بها إلا أنه بعد 24 ساعة من الانتقال لمكان جديد تصبح 99 % من الميكروبات الموجودة متسقة مع البصمة الميكروبية للشخص. وإذا رحلت أسرة من بيت مثلا ما هى إلا أيام معدودة وتتلاشى بصمتها الميكروبية. وبالرغم من أن الإنسان يعتقد أنه من البديهى أن أماكن دون أخرى تعج بالميكروبات، إلا أن الأبحاث أكدت أن المسألة لا علاقة لها باختلاف الأماكن من غرفة مثلا إلى أخرى وإنما ببصمة الأشخاص القاطنين فى المكان. بمعنى آخر الميكروبات على طاولة الطعام فى بيتك تشبه بدرجة كبيرة تلك الموجودة فى مغطس الحمام لأنك عامل مشترك بين المكانين بينما تختلف كليا مثلا عن تلك الموجودة على طاولة طعام الجيران لأنك لا تعيش هناك وإن بدت الطاولتان متطابقتين ونظيفتين وهكذا. وكلما زادت درجة التلامس زادت درجة تطابق البكتيريا والميكروبات كما تم إثبات مثلا أنه لدى حديثى الزواج وبين الأم وأبنائها تكاد تتطابق البصمة البكتيرية لأن درجة التلامس أو الاحتكاك أكبر.
خلاصة البحث المنشور تؤكد أن نظرة الإنسان للبكتيريا يجب أن تتغير وأن تتوقف نظريات «التطهير الشامل والإبادة» التى تقوم عليها وتبنى عليها أرباحها كبرى شركات التنظيف وأن تحل محلها أفكار أخرى مبنية على أسس ونتائج العلم الحديث الذى ينظر إلى تلك الكائنات بوصفها جزءا من البيئة الحتمية المحيطة بالبشر.
2- للأنف حسابات أخرى
تبين أن تنوع البكتيريا فى أعضاء الجسد وعلى أطرافه سببه خليط بين أسلوب حياة الشخص وما يلامسه من أشياء وجيناته هو أما الأنف فأمره مختلف حيث تبين أنه لا يتأثر كثيرا بالمؤثرات الخارجية وكأنه محمية مغلقة على نفسها وجاءت أشكال البكتيريا فيه مختلفة وإن كانت أيضا بمثابة بصمة مميزة للشخص. ولمحبى اقتناء الحيوانات الأليفة يجب الأخذ فى الاعتبار أنه تبين زيادة مدى وتنوع نطاق البكتيريا فى البيت بشكل كبير فى حالة وجود هذه الحيوانات. ليس هذا فحسب بل تبين أيضا أن الحيوانات الأليفة تزيد من احتمالات وجود أعداد من بكتيريا الـ «proteobacteria»وهو نطاق يشمل أنواعا شديدة الضرر مثل السالمونيلا والإيكولاى.
3- الهوس بالنظافة يأتي بنتائج عكسية
كذلك تبين أن الهوس بالتنظيف المتكرر والمفرط لكل ما هو محيط بالأطفال والرضع يؤدى إلى ضعف الجهاز المناعى ومن ثم زيادة احتمالات التعرض للأمراض أي عكس النتيجة المرجوة تماما من وراء النظافة. ليس هذا فحسب وإنما لاحظ دارسو جامعة شيكاغو الأمريكية أن هؤلاء الذين يفرطون فى تنظيف بيوتهم ينتهى بهم الأمر فى الواقع إلى ملئها بالميكروبات من فرط الحركة واستخدام الأدوات ..الخ أى أن الحل الوحيد لضمان خلو البيت من الميكروبات هو أن يكون خاليا من البشر!
4- الخريطة البكتيرية لمطبخك!
من البديهى أن يكون المطبخ هو أكثر الأماكن التى تعج بالبكتيريا والسؤال الذى يطرح نفسه هو أين توجد الميكروبات والبكتيريا فى المطبخ على وجه التحديد؟ أوضحت الدراسات المختلفة أن البكتيريا تعيش بكثافة بلغت نسبتها 77 % على إسفنجة تنظيف الصحون وهى تأتى على رأس أماكن البيت الأكثر تلوثا ولذلك ينصح بتغييرها باستمرار و 45 % على أحواض المطبخ و32 % على موائد الطعام و18 %على طاولات المطبخ التى يتم تحضير الطعام عليها و 14 % على مقابض المواقد والأفران.
5- تعرفى على أماكن الميكروبات
إذا ما رتبنا تنازليا من حيث الأشياء التى نستخدمها والأكثر تلوثا بالبكتيريا والميكروبات سنفاجأ بما لا نتوقع! من الأكثر تلوثا إلى الأقل: فى المرتبة الأولى بلا منازع تأتى إسفنجة تنظيف الصحون يليها حوض المطبخ يليه كرة اللعب أو لعب الحيوانات الأليفة ثم يأتى مقبض الصنبور ثم مقبض الفرن ثم قاعدة المرحاض ثم عجلة قيادة السيارة ثم الأقلام ثم لوحة المفاتيح الخاصة بالكمبيوتر ثم النقود! كما أن جهاز الأىباد أو التابلت على سبيل المثال أكثر تلوثا ببكتيريا «staphylococcus» مقارنة بمقعد المرحاض بمقدار عشرة أضعاف بينما تعيش 1,5 مليون بكتيريا فى لعاب الإنسان وهو نفس مقدار البكتيريا فى لتر من ماء الأنهار غير المنقى! وبدراسة محتوى جسد الإنسان تبين أن الجلد وحده يحمل مليارا من البكتيريا وعشر عدد الخلايا التى تكون الجسد.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
